الثلاثاء، 12 يناير 2010

مقالة (1)أين ذهب لب البطيخ




أين ذهب لب البطيخ ؟

هل راودكم هذا السؤال !

أنا عن نفسي راودني بشدو بل وأقض مضجعي حتي أنني نهضت من نومي في الثالثة فجرا لأكتب هذا الكلام.

صدقوني إنه ليس سؤالا بسيطا ولا تافها, ربما سيفهمني أكثر الكثير من تلك الأسر المصرية البسيطة والتي كانت تجتمع في ماض (يبدو سحيقا الآن) علي تسلية هامة مفادها أنه بعد أكل البطيخة والتأكد التام من خلوها من أي بقايا حمراء والنحت الكامل لقشرة البطيخة يأتي الدور وبشغف إلي تجميع لب البطيخة وغسله جيدا ثم تحميصه علي النار وتأتي اللحظة الحاسمة بإجتماع أفراد الأسرة أمام التلفاز للإستمتاع بهذا اللب ولا أجدع كيس مكسرات من بتاع( بس إنت قشر ..) ثم فجأة ودون سابق غنذار إختفي اللب من البطيخ وكأن هناك أيد خفية وراء ذلك وإختفت كذلك متعة صيفية إعتادتها كثير من الأسر , وظهر عوضا عنه لب من نوع آخر هزيل يحتاج إلي نقل دم وربما للمقتدرين حقن بالسيليكون.

وبعد الإستعانة بأحد المفتشين المشهورين والذي إرتبط إسمه بسوق الخضار تم التوصل إلي أن السبب وراء إختفاء لب البطيخ لابد أنه واحد من ثلاثة:
أولا : أنه يوجد للبطيخ تجار ذو حيثية وخبرة فيعلمون البطيخ أبو لب كبير من الآخر ابو لب مدعدع فعمدوا في خطة ذكية منهم إلي تجميع البطيخ أبو لب كبير وباعوه غلي محلات العصير بعد تشفيته والإحتفاظ باللب إلي حين النزول به إلي الأسواق في أكياس معتبرة تجدها في كارفور وسبينيس وجميع محلات الهايبر ماركت وبهذا ترتفع مكاسبهم.
الإحتمال الثاني أن المبيدات المسرطنة طالت دائرتها البطيخ وكادت تودي به لولا ستر ربنا فجت في اللب بي وكان لازم نضحي باللب علشان البطيخة تعيش.
الإحتمال الثالث والأقرب للحقيقة أن الحكومة بتاعتنا لأنها جدعة ولا يغفل لها جفن قبل أن تطمئت علي مواطنيها فساءها ان كثير من البطيخ بقي لا مؤاخذة أقرع فقررت طرف الملايين علي الأبحاث لتعديل جينات البطيخ الوراثية لتصبح البطيخة حمراء أو علي أقل تقدير مش حمرا آااه بس مسكرة, وكعادة البحث العلمي في مصرنا العزيزة إنقلب السحر علي الساحر وجت برضه في اللب فأصبحت البطيخة قرعة ودلعة وكمان لبها ميتاكلش !
يا حكومة إرحمينا خدوا الحمار ....بس سيبولنا اللب!